النزاع علي الكرسي في السودان

بقلم
الدكتور ايمن جاد محمد

بعد الاحتجاجات التي هزت جميع مدن السودان بعد سقوط البشير وسيطرة الجيش علي مقاليد السلطة تمخضت المباحاثات بين القوي الديموقراطية الحرية والتغيير ( الائتلاف الحاكم سابقا) وبين المكون العسكري في السودان في يوم 5-12-2022 الي اتفاق اطاري لحل الازمة السياسية في البلاد وينص في اهم بنوده علي ان الفترة الانتقالية 24 شهرا تبدأ من تاريخ تعيين رئيس الوزراء وايضا قوات الدعم السريع قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة ويحدد القانون أهدافها ومهامها ويكون رأس الدولة قائدا أعلى لقوات الدعم السريع مع وجود خطة للإصلاح الأمني والعسكري والذي يقود إلى جيش مهني قومي واحد يتم دمج الدعم السريع في القوات المسلحة وفق الجداول الزمنية المتفق عليها.ومن هنا سيدي القارئ بدأ الخلاف بدأ الخلاف بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي ، وبين القائد الثري لقوات الدعم السريع غير النظامية الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو أيضاً نائب البرهان في مجلس السيادة. اذ يري حميدتي ان يتم تنفيذ الاتفاق خلال ١٠ سنوات وذلك خوفا من الاطاحة به بعد تسليم قوات الدعم السريع وتبعيتها للجيش السوداني
وبدأ يتحول الصراع السياسي الي نزاع مسلح بعد ان قامت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي الغني بالدهب بعد سيطرته علي الحدود بين تشاد وليبيا والذي يبلغ تعداد قواته ١٠٠ الف جندي باطلاق النار في حوالي الساعه الثامنه والنص صباحا بالتوقيت المحلي الخامس عشر من نيسان / ابريل ٢٠٢٣ في العاصمة الخرطوم وخصوصا في محيط القصر الرئاسي ومطار الخرطوم وامتدت بعد ذلك الي الولايات الشمالية وولاية دارفور وفق البيانات الرسمية ادي القتال في الايام الاولي الي مقتل ٥١٣ شخصا علي الاقل واصابة اربعة الاف بجروح وبدأت الدول الغربية والعربية في اجلاء رعاياها مع تأزم الاوضاع
وعلي الفور الولايات المتحدة والسعودية في التحرك في وقف القتال مع استضافة ممثلي الطرفين الي مفاوضات في مدينة جدة اثمرت علي التوقيع علي اعلان جدة الذي ينص علي الامتناع عن اي هجوم والمحافظه علي ارواح المدنيين
ووفقا للبيان المشترك، الصادر عن كل من واشنطن والرياض، فإن طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقعا في وقت متأخر من السبت 20 أيار/مايو، على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 7 أيام، يبدأ الإثنين 22 أيار/ مايو، ويتضمن الاتفاق بجانب وقف إطلاق النار، الاستمرار بتنفيذ الالتزامات الإنسانية،
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وبارتكاب خروق خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي
واخيرا بحسب بيان نشرته الخارجية السعوديةاعلنت السعودية والولايات المتحدة الأميركية عن توصل ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى اتفاق وقف إطلاق نار في كافة أنحاء السودان، لمدة 24 ساعة”.
ويبدأ وقف إطلاق النار “اعتبارا من الساعة السادسة من صباح يوم (السبت) 10 يونيو (حزيران) 2023 بتوقيت الخرطوم”،
ومع تكرار فشل كل المحاولات في ايقاف التجاوزات تأكد الجميع ان الصراع شخصي ويبدو ان هذا هو السبب الذي يدفع ضريبته الشعب السوداني يوميا دون مراعاه الي متاعب المواطنين التي يبدو انها لن تنتهي في القريب العاجل